من المعضلات التي تواجهها مسيرتنا الوطنية طويلة الأمد وكثيرة المعارك، عدم الوصول إلى لغة متوازنة في خطاب الموالاة وخطاب المعارضة، فخطاب الموالاة غالباً، وربما دائماً، يتسم بالسذاجة والترويج الأعمى، واستخدام كلمات التبجيل التي لا تستخدم إلا عندنا.
في بدايات عهده أحببناه، أعجبنا بشبابه وحيويته وحتى أناقة ملبسه، واستعدنا من خلاله تلك العلاقة التاريخية بين الشعب التركي الشقيق وشعوبنا العربية، وكدنا نتوجه ملكا على قلوبنا حين نقل تركيا من خانة الحلفاء الاستراتيجيين لاسرائيل الى خانة وسط أمّلنا ان تستغل فيها تركيا علاقاتها باسرائيل لمصلحة قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها المدينة المقدسة التي سمّاها الاتراك بالقدس الشريف.
استطلاعات الرأي في أمريكا تقول إن تطوراً إيجابياً لمصلحتنا حدث على صعيد الشعب الأمريكي، وجميعنا يذكر كيف كان التضليل الإسرائيلي أغلق الشارع الأمريكي في وجه الفلسطينيين، ولم يكن أي استطلاع رأي آنذاك يصل إلى واحد بالمائة لمصلحتناإرساء، والباقي لإسرائيل.
في زمنٍ وصفت فيه العلاقة الفلسطينية الامريكية بشهر العسل، لم تنقطع الرجل الامريكية عن المنطقة يوماً واحد، كانوا يتناوبون على زيارتنا والتحدث الينا وإسداء النصح والمشورة في كل أمر يتعلق بنا، وكنا سعداء بهذه الحظوة التي جاءت بعد هجران طويل وعداءٍ عميق،
بعد أن أنفقنا وقتاً طويلاً في تسمية المولود الجديد ثورة أم انتفاضة أم هبّة، وبعد أن تبارت الفصائل في سرد القرائن التي تدل على عدم صلتها بها، وبعد أن انقسمنا بين مؤيد للتهدئة ومعارض لها، وبعد أن نجح السيد كيري في إحراز تفاهمات حول المسجد الاقصى